منتديـــــــــــــــــــــــــات سيف الدين
مرحبا مع كل شروق شمس وغروبها..مرحبا عدد نجوم السماء اللامعة في الأفق

أتمنى أن تجد في منتديات سيف الدين مايُرضي ذائقتكـ ..نحن بإنتظار ماسيجود به قلمكـ لنا


منتديـــــــــــــــــــــــــات سيف الدين
مرحبا مع كل شروق شمس وغروبها..مرحبا عدد نجوم السماء اللامعة في الأفق

أتمنى أن تجد في منتديات سيف الدين مايُرضي ذائقتكـ ..نحن بإنتظار ماسيجود به قلمكـ لنا


منتديـــــــــــــــــــــــــات سيف الدين
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديـــــــــــــــــــــــــات سيف الدين

علم و عالم بين يديك
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 دروس في الفلسفة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
moussa chakri
مشرف
moussa chakri


الجـزائر

ذكر

عدد المساهمات : 97
تاريخ التسجيل : 08/05/2012

العمر : 39

دروس في الفلسفة Empty
مُساهمةموضوع: دروس في الفلسفة   دروس في الفلسفة I_icon_minitimeالأربعاء فبراير 06, 2013 4:06 pm




المحور الأول: التجربة والتجريب

ماالاشكال المطروح هنا؟
مالقضية التي يتعين معالجتها ومالسؤال أو الأسئلة التي ينبغي الجواب عليها؟
يحظى العلم (وخصوصا العلوم الدقيقة ) بتقدير خاص، حتى
الخطاب الديني يستعير القوة الإثباتية للحقائق
العلمية. ولو سألنا أنفسنا عن السبب، لأجبنا دون تردد: لإنه يعتمد على التجربة،
يقال إذن عن العلم إنه علم تجريبي
ولكن ما المقصود بالتجربة ؟ هل التجربة حكر على العلم !؟
أليست
التجربة هي لقاء الواقعي أي مايقع خارج الذات أو يتمايز
عنها ؟وعليه ألا توجد التجربة في صلب علاقتنا بالعالم
وبالآخرين؟ وإذا صح هذا التعريف الأخير، فما الذي يميز الممارسة التجريبية في العلم عن نظيراتها في باقي مظاهر النشاط المعرفي الإنساني، كالتجربة الروحية أو الجمالية
أو العاطفية؟

التجربة ليست حكرا على العلم، لأنها تقع في أساس كل
معرفة إنسانية


لتجاوز هذا الإحراج، يتعين علينا الوقوف عند خصوصية
الممارسة التجريبية العلمية من أجل إبراز أوجه الاستمرارية أو القطيعة بين المعرفة العلمية خاصة بما هي معرفة
تجريبية والمعرفة الإنسانية عامة التي يقال عنها أيضا أنه
ثمرة للتجربة
يرى بيكون أن العلم التجريبي لايتجاوز العلم التأملي إلا بخروج الفكر من ذاته واتجاهه نحو الواقع لاكتشاف العلاقات بين ظواهره، لكن
الفكر الإ نساني كان دائما متجها نحو الواقع منصتا للعالم الخارجي بانبهار حينا وبخشوع أو يأس أو رجاء حينا آخر، أي أن الممارسة التجريبية، من حيث
تعلم من الوقائع، سابقة على نشوء العلم نفسه كما يقول روني
طوم !
بعبارة أخرى، إذا كان العلم
المعاصر منذ غاليليو وبيكون علما تجريبيا، فمالذي يشكل بالضبط خصوصية الممارسة التجريبية العلمية إزاء مختلف التجارب الأخرى كالتجربة الروحية أو الجمالية أو العاطفية؟...


لنبدأ أولا بتحديد دلالات مفهوم التجربة بوجه عام
في النص التالي يحلل فرديناند ألكييه مفهوم التجربة بوصفه
اختبارا لوقائع متمايزة عن الذات في مقابل الخيالات والأماني واختلاقات الذهن، وبذلك فالخاصية الأساسية للتجربة-حسب آلكيي – كامنة في خضوع الذات
وسلبيتها وهي تتقبل المعطى، وهذه السلبية موجودة في كل معرفة إنسانية،
كما أن عنصر الخضوع والتلقي يجعل من كل تجربة معاناة وتحملا. وينتهي
آلكيي إلى أن واقعة ما أو إحساسا أو فكرة أو حقيقة لا تكون
معطاة من طرف التجربة إلا عندما تكون موضع معاينة خالصة تستبعد كل
اصطناع أو تدخل أو بناء من طرف الفكر.

نص
فيرناند ألكيي : مفهوم التجربة

التقبل السلبي. تلك هي الخاصية التي توصل إليها
الفلاسفة بعد تحليلهم لتجاربنا والتي حددوا بها مفهوم التجربة وميزوها عن الاختراع والابداع والخيالات والأماني. وبالفعل،
أليس الحديث عن التجربة حديثا عن اختبار لغرابة
حقيقية، وأن ما أفادنا وعلمنا هو بالضبط ماصدمنا وماعاكس طريقنا
وأجبرنا على تغيير أوهامنا وأحكاما المسبقة والتخلي عن اليقينيات الوثوقية
المكتفية
بذاتها التي نتخدها غالبا منطلقا لنا؟ وحتى لو قمنا
بتأويل التجربة وفهمها، فإنها تنطوي باستمرار على
شيء من الخضوع ، أي خضوع الأنا. ولذلك تقترن التجربة عادة بالفشل؛ وكأن الألم ضروري لكي نغير مواقفنا من الحياة. هناك معارف لاسبيل غير المعاناة
لتحصيلها ،
إن خاصية المعاناة (التحمل) هو
العلامة المميزة للموضوع الواقعي التي تسمح بتمييزه بشكل إيجابي...
والتجريب العلمي نفسه لايستحق نعت تجربة إلا لأنه وفي
أكثر لحظاته فعالية إنما يمهد ويعلن عن لحظة السلبية
التامة: أي اللحظة التي نكتفي فيها بتقبل واستقبال الواقعة التي تمثل جوابا بالنسبة للنشاط الفكري . صحيح أن
الواقعة العلمية واقعة محددة بقوانين وفرضيات وبنسق فكري كامل، بيد
أنها مع ذلك لاتكون واقعة إلا إذا انطوت على معطى [قائم بذاته ]غير قابل
للإختزال (...)
نستطيع إذن أن نمنح لكلمة "تجربة" معنى دقيقا
فنعلن أن أن واقعة ما أو إحساسا أو فكرة أو حقيقة تكون
معطاة من طرف التجربة عندما تكون موضع معاينة خالصة تستبعد كل اصطناع أو تدخل أو بناء من طرف الفكر. بيد أن هذا مثل هذا التعريف يفتقر إلى الصفة
الواقعية مادام ان مساهمة المعطى الخارجي تمتزج دائما بشيء من
الاستجابة الفكرية الفعالة
يشير المفهوم الفلسفي للتجربة إذن إلى "تجربة خالصة"
لاتجريب فيها أبدا؛ تدل كلمة "تجربة" على ذلك عنصر
السلبية الموجود في كل معرفة إنسانية
Ferdinand Alquié, L'experience, PUF, 1957 pp.3-5
Cité par A.Rousel et G.Durozoi, Philosophie Notions et textes Nathan 1979
p156

2-الممارسة
العلمية قائمة على "تجريب" لا مجرد "تجربة"

==
إذا كانت التجربة في معناها العام خضوعا سلبيا للمعطى
الخارجي وموجودة في كل معرفة إنسانية، فهل تنسحب هذه
الدلالة على الممارسة التجريبية في حقل المعرفة العلمية؟
لننصت إلى العلماء أنفسهم، إلى عالم الفيزيولوجيا الفرنسي
كلود برنارد، أحد آباء المنهج التجريبي ومنظريه، وهو يصف
ممارسته التجريبية، حيث يتضح جليا أن التجريب العلمي ليس مجرد خضوع للمعطى بل إخضاع للمعطى، ليس مجرد إنصات، إنه استنطاق
وهنا يتضح التمييز - التي دعا إليها ألبير جاكار - بين
التجربة بما هي جماع ملاحظاتنا للظواهر التي تعطانا من قبل
الطبيعة على نحو مباشر، وبين التجريب الذي هو ملاحظة لاستجابات معطيات العالم الواقعي ، حينما نخضعها لشروط منظورة وموجهة من طرف
فكرنا
نص كلود برنار : الممارسة العلمية
تجريب لا مجرد تجربة

ذات يوم، أحضر لي أحدهم أرانب اقتناها من السوق. وحين
وضعتها على منضدة المختبر تبولت، فلاحظت بالصدفة أن
بولها صاف وحمضي. واسترعاني ما لاحظته، لأن بول الأرانب يكون، عادة، مكدر اللون وغير حمضي ، باعتبار أنها حيوانات عاشبة، في حين أن بول الحيوانات
اللاحمة يكون، كما هو معلوم، صافيا وحامضا. وقد قادتني
ملاحظتي للحموضة في بول الأرانب إلى تصور أن هذه الحيوانات قد أخضعت
لنظام غذائي يناسب الحيوانات اللاحمة. فافترضت أن من الأرجح أنها لم تذق الطعام
منذ
فترة طويلة، وأنها تحولت، بفعل الإمساك الطويل عن الأكل
، إلى حيوانات لاحمة تقتات من دمها لكي تعيش.
ولم أجد أمرا أيسر من التحقق، بواسطة التجربة من صحة هذه الفكرة المفترضة أو هذه الفرضية. فقدمت ‏طعاما من العشب للأرانب، وبعد بضع ساعات لاحظت أن
بولها أخذ يتكدر وأصبح غير حمضي. ثم أخضعت نفس
الأرانب للإمساك عن الطعام ، وبعد مرور أربع وعشرين ساعة أو ست ثلاثين ساعة على أقصى تقدير، استحال بول الأرانب، مرة أخرى، إلى الصفاء
والحموضة الشديدة، ثم تحول، من جديد، إلى بول مضطرب
اللون وغير حمضي، حين قدمت لها عشبا. وكررت هذه التجربة البسيطة ‏مرات عديدة، فكنت أحصل ، دوما، على نفس النتيجة. وكررت هذه التجربة على
الخيول، وهي كذلك حيوانات عاشبة، بولها مكدرا اللون وغير حمضي،
فاكتشفت، أن إمساكها عن الطعام، ينتج حموضة مفاجئة في بولها،
وزيادة مهمة نسبيا في مادة "الأوريا" Urée (مادة بلورية
توجد في بول الحيوانات اللاحمة)، إلى درجة أنها كانت تتبلر،
أحيانا، بشكل تلقائي في البول بعد برودته. وهكذا خلصت على إثر
تجاربي، إلى هذه القضية العامة التي لم تكن معروفة حينها، ومؤداها أن كل
الحيوانات
تتغذى باللحم، عند إمساكها عن الطعام، بحيث يغدو بول
الحيوانات العاشبة مشابها لبول الحيوانات اللاحمة.
كلود برنار- مدخل لدراسة المنهج التجريبي ص 216-217
نقلا عن "مباهج الفلسفة"

يقدم هذا النص تجربة علمية تكاد تكون غاية في النموذجية و الوضوح
لمفهوم التجريب كما يتجلى في مراحل المنهج التجريبي:
1- لاحظت
بالصدفة ...
يبدو وكأن شرارة البحث العلمي تنقدح من ملاحظات
عفوية تثير انتباه العالم، بيد أن الصدفة كما يقول باستور لا
تواتي سوى العقول المتيقظة

2- استرعى
انتباهي ما لاحظته ...
حصول تعارض بين معطيات الملاحظة والمعارف العلمية
السابقة، والواقع أن هذه الأخيرة هي التي تعطي للملاحظات
دلالتها العلمية، وتنتقل بالموضوع من "موضوع واقعي" إلى "موضوع-معرفة"

3- فافترضت
أن
...
اقتراح تفسير للملاحظة. تقول هذه الفرضية أن
الأرانب وهي حيوانات عاشبة قد خضعت لنظام غذائي شبيه بالنظام
الغدائي للحيوانات اللاحمة. ذلك أن الإمساك الطويل عن الطعام جعلها تقتات من مخزونها

4- لم
أجد أيسر من التحقق بواسطة التجربة...


فقدمت ...
لاحظت ...
ثم أخضعت ...
وكررت...

للتأكد من دور مختلف العوامل
-فكنت
أحصل
...
-فاكتشفت...


تشير مختلف هذه الإجراءات إلى البروتوكول الذي يتم وفقه
التجريب، ويستهدف كل هذه الإجراءات التحقق من صحة الفرضيات
واختبار التنبؤات التي تستنبط منها

5ـ-
وهكذا خلصت.. إلى هذه القضية العامة ... ومؤداها أن كل الحيوانات ...
مرحلة الاستنتاج أو صياغة القانون العلمي الذي يتضمن
بالضرورة نوعا من التعميم:لم يجر كلود برنار تجاربه
سوى على الأرانب والخيول لكنه عمم نتائج التجريب على كل الحيوانات العاشبة


في مقام آخر من كتابه مدخل لدراسة الطب التجريبي، يجمل كلود برنار
بنفسه المراحل السابقة محددا خصائص التجريب العلمي قائلا إن عقل العالم يوجد دوما بين ملاحظتين:
الملاحظة الأولى تسمح للعالم بالتعرف على الظاهرة
ومعاينتها، وتولد في ذهنه سلسلة من الاستدلالات هدفها تفسير
الوقائع الملاحظة بواسطة مجموعة من المبادئ والفرضيات ثم تصور عدة تجريبية لاختبارها
الملاحظة الثانية تواكب التجريب وتعقبه، حيث يقوم العالم
بمعاينة النتائج التي أحدثها تدخله في الظاهرة المدروسة لكي
يسجل جواب الظاهرة على سؤاله

خلاصة:

يتضح من هذا المثال أنه إذا كانت التجربة
بمعناها العام هي مايحدث لنا فإن التجريب العلمي هي ما يحدثه
العالم، الذي لا يكتفي بالإنصات للواقع بل يستنطقه محدثا خللا في الظاهرة المدروسة ومسجلا ردود أفعالها؛ وإذا كانت التجربة تلقيا،
فإن التجريب حوار.
و عن هذا الحوار، يقول بريغوجين
وستانجر في مؤلفهما المشترك "العهد الجديد، تحولات العلم":
نص ستانجر وبريغوجين : الحوار التجريبي

أثبت العلم الحديث قدرته على أن يقيم وبشكل منهجي حوارا
تجريبيا مع الطبيعة. وهذا الحوار التجريبي ممارسة فاعلة
وليس مجرد ملاحظة سلبية. إذ يتعلق الأمر بإعادة إخراج الواقع الفيزيائي وتشكيله ليتطابق ما أمكن مع الوصف النظري. يتم ذلك من خلال
تحضير الظاهرة المدروسة وتنقيتها وعزلها إلى أن تطابق
وضعية مثالية غير متحققة فيزيائيا ولكن معقولة من حيث أنها تجسيد
للفرضية النظرية التي توجه مختلف الاجراءات التجريبية. وهكذا فالعلاقة الوثيقة
بين
التجربة و النظرية تنجم من كون التجريب يخضع السيرورات
الطبيعية لاستنطاق لايكتسب كامل معناه إلا انطلاقا
من فرضية تتناول المبادئ التي تخضع لها هذه السيرورات وبالنظر إلى مجموعة من الافتراضات الأولية المتعلقة بسلوكات لايعقل نسبتها إلى الطبيعة
ILYA PRYGOGINE ISABELLE STENGERS, LA NOUVELLE ALLIANCE, METAMORPHOSE DE LA
SCIENCE, Gallimard 1979 p 48

وباختصار شديد:أين يكمن التقابل إذن؟
إنه قائم بين موقف تجريبي منفعل وموقف تجريبي فاعل
(التجريب)، بين صدمة الفكر
أوإنصاته للعالم الخارجي وهجومه عليه واستنطاقه إياه
تناقض قائم قائم بين تجربة تحدث لنا وتجريب يحدثه العالم
كما لو أن التجارب الجمالية والروحية والعاطفية ... هي
نماذج لتجربة منفعلة في حين أن التجريب هو تجربة فاعلة
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
دروس في الفلسفة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» ملخصات دروس العلوم الطبيعية
» تمارين محلولة + مواضيع + دروس في التسيير والإقتصاد 2013

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديـــــــــــــــــــــــــات سيف الدين  :: - منتديات سيف الدين التعليمية :: مرحلة التعليم الثانوي :: السنة الثانية ثانوي-
انتقل الى: