بعد مسيرة فنية استمرت أكثر من نصف قرن، رحلت الفنانة
الجزائرية وردة عن عمر يناهز 73 عاما داخل مسكنها بمنطقة المنيل
القريبة من وسط العاصمة المصرية القاهرة، ليرحل جثمانها إلى مسقط رأسها بالجزائر (كما أوصت) وليصبح رسميا يوم 17 مايو من كل عام، هو يوم
الاحتفاء بوردة محمد فتوكي، أو
وردة الجزائرية، كما يعرفها محبوها في الوطن العربي أو أميرة الغناء العربي كما يطلق عليها البعض الآخر من محبيها.
المؤكد أن يوم وفاتها سيظل لسنوات كثيرة مقبلة موعدا يلتقي فيه محبوها مع كل ما قدمته على مدار سنوات عمرها التي امتدت إلى 72 عاما، كذلك كل
الروايات والمعلومات التي ظلت لسنوات حبيسة الأدراج والذاكرة.
وردة، التي كانت تستعد لتصوير كليب جديد، رحلت إثر أزمة قلبية في هدوء وبشكل مفاجئ وصادم، وهو ما عبر عنه الكثير من عشاقها ونجوم الغناء على
اختلاف أجيالهم المطربين وصناع الموسيقى في الوطن العربي.
كان توديع الفنانة الراحلة وردة الجزائرية خاصا جدا، اختلط فيه الحزن المصري والجزائري، فقد شهد بيت الفنانة الموجود بشارع عبد العزيز آال سعود بالمنيل
وسط القاهرة، توافد محبي الراحلة سواء الفنانة أو الانسانة، من المصريين، حيث عرف مدخل العمارة حركة كبيرة من المعزين الذين جاؤوا لتوديع "مدرسة
الفن الأصيل"، و"أم الجميع"، كما وصفوها في تصريحاتهم للشروق، كما عرف بيتها حضورا قويا للجالية الجزائرية المقيمة في مصر، خاصة من الذين
عرفوها عن قرب .. دموع لم تتوقف لحظة، وتلاوة القرآن الكريم على روحها، وكذا الدعاء لها بالرحمة والمغفرة، زغاريد
الجزائريات اللواتي حضرن مراسيم
الصلاة على الجثمان وكذا بيتها ورافقنها إلى مطار القاهرة الدولي، كانت من بين المشاهد التي سجلتها الشروق في جنازة بيت السيدة وردة..."ودعنا الفن مع
وردة... ودعنا وردة الانسانة" عبارات رددها الكثير من الجزائريين الذين رافقوا جثمان الفقيدة وتأسفوا أنهم لم يستطيعوا توديعها في مقبرة العالية بالعاصمة
الجزائرية.. كما صرّحوا للشروق أن "أمر رئيس الجمهورية بنقل جثمانها في طائرة خاصة وتقديمه التعازي لعائلتها أسعدنا جميعا وافتخرنا به وباهتمامه"..
مسيرتها
ولدت وردة في فرنسا لأب
جزائري وأم لبنانية من عائلة بيروتية تدعى يموت. مارست الغناء في فرنسا وكانت تقدم الأغاني للفنانين المعروفين في ذلك الوقت
مثل أم كلثوم وأسمهان وعبد الحليم حافظ، وعادت مع والدتها إلى لبنان وهناك قدمت مجموعة من الأغاني الخاصة بها.
كان يشرف على تعليمها المغني الراحل التونسي الصادق ثريا في نادي والدها في فرنسا, ثم بعد فترة أصبح لها فقرة خاصة في نادي والدها. كانت تؤدي خلال
هذه الفترة أغاني أم كلثوم ومحمد عبد الوهاب ولـ عبد الحليم حافظ، ثم قدمت أغاني خاصة بها من ألحان الصادق ثريّا.
اعتزلت الغناء سنوات بعد زواجها، حتى طلبها الرئيس الجزائري هواري بومدين كي تغني في عيد الاستقلال العاشر لبلدها عام 1972، بعدها عادت للغناء
فانفصل عنها زوجها جمال قصيري وكيل وزارة الاقتصاد الجزائري. فعادت إلى القاهرة، وانطلقت مسيرتها من جديد وتزوجت الموسيقار المصري الراحل بليغ
حمدي لتبدأ معه رحلة غنائية استمرت رغم طلاقها منه سنة 1979
كان ميلادها الفني الحقيقي في أغنية (أوقاتي بتحلو) التي أطلقتها في عام 1979م في حفل فني مباشر من ألحان سيد مكاوي. كانت أم كلثوم تنوي تقديم هذه
الأغنية في عام 1975 لكنها ماتت. لتبقى الأغنية سنوات طويلة لدى سيد مكاوي حتى غنتها وردة.
تعاونت
وردة الجزائرية مع الملحن محمد عبد الوهاب. قدمت مع الملحن صلاح الشرنوبي العمل الشهير (بتونس بيك).
شاركت وردة في عدد من الأفلام، منها: “ألمظ وعبده الحامولي” مع عادل مأمون، و”أميرة العرب” و”حكايتي مع الزمان” مع رشدي أباظة، و”صوت
الحب” مع حسن يوسف، ,قدمت مسلسل “أوراق الورد” مع عمر الحريري، وبعد أربعة سنوات شاركت بمسلسل “آن الأوان” من تأليف يوسف معاطي وإخراج
أحمد صقر، جسدت فيه شخصية سيدة تملك شركة إنتاج كاسيت تقف بجوار الأصوات الجيدة، وهو قريب من سيرتها الذاتية
وسادت حاله من الحزن العميق اثر اعلان وفاتها بين محبيها سواء الجزائريين او العرب، وظل خبر وفاتها مثار جدل منذ ايام، حيث تداولت مواقع التواصل
الاجتماعي خبر وفاتها، غير ان مصادر من عائلتها بالجزائر نفت الامر ووصفته بـ"الشائعه".
وهذه بعض الصور من عملية تشييع جنازتها
وهذا الفيديو خاص بشييع جنازتها في مصر في مسجد صلاح الدين
رحمها الله واسكنها فسيح جنانه